أثر الأسرة وأساليب التنشئة على طالبات المرحلة الثانوية
الأسرة وأساليب التنشئة
من المؤثرات الاجتماعية لدى طالبة المرحلة الثانوية
تحيط بالطالبة في المرحلة الثانوية العديد من المؤثرات التي تؤثر في تنمية الروح الاجتماعية لديها، وتكسبها القدرة على التكيف مع القيم والعادات والتقاليد والنظم السائدة في المجتمع، وتقوّي عندها التعاون والتفاعل والمشاركة في محيطها، كما تنمي لديها بعض المهارات المهمة مثل تقدير العمل واحترام الوقت ومساعدة الآخرين، ومن أبرز هذه المؤثرات ما يأتي:
الأسرة وأساليب التنشئة:
تعتبر الأسرة بجميع أفرادها المحضن الأساس الذي يقوم بتنشئة الطالبة وتربيتها، وخاصة في مراحل حياتها المبكرة، لأنها البيئة الأولى التي ترعاها وتساعدها على اكتساب عواطفها وميولها وخبراتها وقدراتها عن طريق المواقف التي تعيشها، فإذا توفرت في هذه الأسرة عوامل الصحة والسلامة الدينية والنفسية والاجتماعية أدى ذلك إلى تنشئة الطالبة تنشئة سوية وظهر على سلوكها الصلاح والاستقامة، لأن جو الأسرة إذا كان مستقراً هادئاً يسوده الحب والمودة والتفاهم شعرت الطالبة فيه بالاطمئنان والثقة بالنفس، بعكس الأسرة التي يكثر فيها المشاحنات والمنازعات وسوء العلاقات بين أفرادها، الأمر الذي يجعل سلوك الطالبة يتسم بالاضطراب وسوء التكيف مع نفسها ومع البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها.
إن الأسرة تبني دعائم شخصية الفتاة وتصقلها بما تقدمه لها من تربية وتوجيه وإرشاد، وما تعرضه أمامها من قدوات تحاكيها وتقلدها، فتغرس فيها الفضائل والصفات الدينية والخلقية الرفيعة، وقد بيّن الله تعالى أهمية الأسرة في التوجيه والتربية في قصة لقمان وهو يدعو ابنه إلى التقوى والخير، فيرسم بذلك للآباء منهج تربية الأبناء ودعوتهم: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 13 - 19] [1]، فدلّت الآيات على وصيته لابنه بالتمسك بأمهات الأحكام والآداب حيث أمره (بأصل الدين وهو التوحيد، ونهاه عن الشرك وبين له الموجب لتركه، وأمره ببر الوالدين.. وأمره بمراقبة الله، وخوفه من القدوم عليه، وأنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من الخير والشر إلا أتى بها، ونهاه عن التكبر وأمره بالتواضع، ونهاه عن البطر والأشر والمرح، وأمره بالسكون في الحركات والأصوات، ونهاه عن ضد ذلك، وأمره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وبالصبر الذي يسهل بهما كل أمر)[2] وهذه الدعوة والوصية مما يعزز القول بتأثر سلوك الطالبة بمدى احترام أسرتها للقيم الدينية، والحرص على تطبيق شعائر الإسلام وأخلاقه وآدابه داخل الأسرة وخارجها، فكلما ارتكزت تربيتها الدينية على العلم والإقناع كلما اقترب سلوكها الديني من الكمال والاستقامة.
أما أساليب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة فهي ذات أثر بالغ في تشكيل العديد من الصفات المكتسبة لدى الطالبة، فالتوازن بين الحزم والحنان والاحترام في التربية؛ يولد شخصيات متماسكة لديها القدرة على التحمل والمثابرة، بخلاف المبالغة في الحنان والعطف والتدليل، فإنه يوّلد لدى الطالبة صفات الاعتمادية والضعف، أما المبالغة في الشدة والقسوة، فيولد في نفسها الخوف والخجل وضعف الثقة بالنفس، و التمرد والعناد والقسوة[3]، وتتأثر الفتيات - أكثر من الأولاد - بأساليب التنشئة، حيث ذكرت الدراسات النفسية أن الفتيات أقرب إلى امتثال توجيهات الأسرة، حيث تميل الفتاة في هذه السن إلى إرضاء والديها وطاعتهما وامتثال أوامرهما، والخضوع لمعايير الراشدين من الأهل والأقرباء، فيتصف سلوكها بالطاعة ودماثة الخلق والوداعة والحياء والتظاهر بالحشمة، طمعا في إرضاء الأهل والوالدين[4].
وحتى تنمي هذه الطاعة والامتثال لكبار الأسرة الاستقامة والصلاح؛ لا بد من علو في شخصية الداعية والمربية، فمن المهم أن تشعر الطالبة بأن من يدعوها ويوجهها أعلم منها وأكثر خبرة، حتى تشعر أنها منه في موقف الآخذ المتلقي لا في موقف الند، ولذلك يلاحظ أن تأثير الوالدين في أبنائهم في سن الطفولة أقوى وأسهل لأن شخصيتهم - بالطبيعة - أكبر من شخصية أبنائهم، أما في سن البلوغ فالفتاة تحتاج إلى أن تظل شخصية المربي أكبر بقدر كاف لتستمر في الأخذ عنه وإلا رفضت وتمردت عليه[5].
ومما يؤكد تأثير الأسرة أيضا على سلوك أولادها؛ إكسابهم العادات النافعة مثل: حب القراءة وإثارة ميولهم نحو الاطلاع، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن الأسرة تعتبر المثير الأول لاهتمام الأبناء وميلهم نحو القراءة والاطلاع، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط إيجابي بين الأسرة وبين المستويات الثقافية العالية والمتوسطة للوالدين، أكثر من الأسر ذات المستويات الثقافية الأقل[6].
وكذلك يؤكد خطورة أثر الأسرة على سلوك أبنائها، الآثار السيئة الناتجة عن التقصير بالقيام بأمانة المسؤولية من قبل أفراد الأسرة، كانحراف الأحداث، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن أغلب الفتيات في إحدى دور الرعاية يعتقدن بأن الأسباب الأسرية من أهم الأسباب التي أدّت بهنّ إلى ارتكاب السلوك الخاطئ، وأغلبهنّ كانت العلاقة بين الوالدين سيئة[7].
وهناك دراسة أخرى أشارت إلى انخفاض نسبة تحقيق الأسرة لمهمتها المأمولة في تحصين بناتها وتوجيههنّ في التعامل مع بعض المتغيرات المعاصرة، مثل: البث المباشر، الذي أصبح قوة تأثيرية لا يستهان بها، حيث يتأثر به كل من شاهده لشدة لصوقه وتكرار التعرض له، حيث إن المأمول من الأسرة أن تقوم بتربية البنات تربية إسلامية صحيحة، وخاصة فيما يتعلق بجانب العبادات، والعمل على شغل أوقات فراغهنّ بما يعود عليهنّ بالنفع والفائدة بدلا من قضائه في مشاهدة برامج البث التي تنطوي على المخاطر والأضرار، أو تنظيم المشاهدة له من حيث الأوقات والموضوعات، ومشاركتهنّ المشاهدة والتعليق عليها والتنبيه لأخطائه، وقد كانت وجهة نظر الطالبات أن دور الأسرة في جميع ما سبق قليل الفعالية، بينما أعطين نسبة أكبر للمدرسة[8]، والمطلوب من الأسرة أن تقوم بمسؤوليتها بفعالية أكثر لأنها المحضن الأساس للطالبة، والذي لا تنقطع عنه الفتاة في أي مرحلة من مراحل عمرها، امتثالا للتوجيه النبوي: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))[9].
من المؤثرات الاجتماعية لدى طالبة المرحلة الثانوية
تحيط بالطالبة في المرحلة الثانوية العديد من المؤثرات التي تؤثر في تنمية الروح الاجتماعية لديها، وتكسبها القدرة على التكيف مع القيم والعادات والتقاليد والنظم السائدة في المجتمع، وتقوّي عندها التعاون والتفاعل والمشاركة في محيطها، كما تنمي لديها بعض المهارات المهمة مثل تقدير العمل واحترام الوقت ومساعدة الآخرين، ومن أبرز هذه المؤثرات ما يأتي:
الأسرة وأساليب التنشئة:
تعتبر الأسرة بجميع أفرادها المحضن الأساس الذي يقوم بتنشئة الطالبة وتربيتها، وخاصة في مراحل حياتها المبكرة، لأنها البيئة الأولى التي ترعاها وتساعدها على اكتساب عواطفها وميولها وخبراتها وقدراتها عن طريق المواقف التي تعيشها، فإذا توفرت في هذه الأسرة عوامل الصحة والسلامة الدينية والنفسية والاجتماعية أدى ذلك إلى تنشئة الطالبة تنشئة سوية وظهر على سلوكها الصلاح والاستقامة، لأن جو الأسرة إذا كان مستقراً هادئاً يسوده الحب والمودة والتفاهم شعرت الطالبة فيه بالاطمئنان والثقة بالنفس، بعكس الأسرة التي يكثر فيها المشاحنات والمنازعات وسوء العلاقات بين أفرادها، الأمر الذي يجعل سلوك الطالبة يتسم بالاضطراب وسوء التكيف مع نفسها ومع البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها.
إن الأسرة تبني دعائم شخصية الفتاة وتصقلها بما تقدمه لها من تربية وتوجيه وإرشاد، وما تعرضه أمامها من قدوات تحاكيها وتقلدها، فتغرس فيها الفضائل والصفات الدينية والخلقية الرفيعة، وقد بيّن الله تعالى أهمية الأسرة في التوجيه والتربية في قصة لقمان وهو يدعو ابنه إلى التقوى والخير، فيرسم بذلك للآباء منهج تربية الأبناء ودعوتهم: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 13 - 19] [1]، فدلّت الآيات على وصيته لابنه بالتمسك بأمهات الأحكام والآداب حيث أمره (بأصل الدين وهو التوحيد، ونهاه عن الشرك وبين له الموجب لتركه، وأمره ببر الوالدين.. وأمره بمراقبة الله، وخوفه من القدوم عليه، وأنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من الخير والشر إلا أتى بها، ونهاه عن التكبر وأمره بالتواضع، ونهاه عن البطر والأشر والمرح، وأمره بالسكون في الحركات والأصوات، ونهاه عن ضد ذلك، وأمره بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وبالصبر الذي يسهل بهما كل أمر)[2] وهذه الدعوة والوصية مما يعزز القول بتأثر سلوك الطالبة بمدى احترام أسرتها للقيم الدينية، والحرص على تطبيق شعائر الإسلام وأخلاقه وآدابه داخل الأسرة وخارجها، فكلما ارتكزت تربيتها الدينية على العلم والإقناع كلما اقترب سلوكها الديني من الكمال والاستقامة.
أما أساليب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة فهي ذات أثر بالغ في تشكيل العديد من الصفات المكتسبة لدى الطالبة، فالتوازن بين الحزم والحنان والاحترام في التربية؛ يولد شخصيات متماسكة لديها القدرة على التحمل والمثابرة، بخلاف المبالغة في الحنان والعطف والتدليل، فإنه يوّلد لدى الطالبة صفات الاعتمادية والضعف، أما المبالغة في الشدة والقسوة، فيولد في نفسها الخوف والخجل وضعف الثقة بالنفس، و التمرد والعناد والقسوة[3]، وتتأثر الفتيات - أكثر من الأولاد - بأساليب التنشئة، حيث ذكرت الدراسات النفسية أن الفتيات أقرب إلى امتثال توجيهات الأسرة، حيث تميل الفتاة في هذه السن إلى إرضاء والديها وطاعتهما وامتثال أوامرهما، والخضوع لمعايير الراشدين من الأهل والأقرباء، فيتصف سلوكها بالطاعة ودماثة الخلق والوداعة والحياء والتظاهر بالحشمة، طمعا في إرضاء الأهل والوالدين[4].
وحتى تنمي هذه الطاعة والامتثال لكبار الأسرة الاستقامة والصلاح؛ لا بد من علو في شخصية الداعية والمربية، فمن المهم أن تشعر الطالبة بأن من يدعوها ويوجهها أعلم منها وأكثر خبرة، حتى تشعر أنها منه في موقف الآخذ المتلقي لا في موقف الند، ولذلك يلاحظ أن تأثير الوالدين في أبنائهم في سن الطفولة أقوى وأسهل لأن شخصيتهم - بالطبيعة - أكبر من شخصية أبنائهم، أما في سن البلوغ فالفتاة تحتاج إلى أن تظل شخصية المربي أكبر بقدر كاف لتستمر في الأخذ عنه وإلا رفضت وتمردت عليه[5].
ومما يؤكد تأثير الأسرة أيضا على سلوك أولادها؛ إكسابهم العادات النافعة مثل: حب القراءة وإثارة ميولهم نحو الاطلاع، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن الأسرة تعتبر المثير الأول لاهتمام الأبناء وميلهم نحو القراءة والاطلاع، كما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط إيجابي بين الأسرة وبين المستويات الثقافية العالية والمتوسطة للوالدين، أكثر من الأسر ذات المستويات الثقافية الأقل[6].
وكذلك يؤكد خطورة أثر الأسرة على سلوك أبنائها، الآثار السيئة الناتجة عن التقصير بالقيام بأمانة المسؤولية من قبل أفراد الأسرة، كانحراف الأحداث، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن أغلب الفتيات في إحدى دور الرعاية يعتقدن بأن الأسباب الأسرية من أهم الأسباب التي أدّت بهنّ إلى ارتكاب السلوك الخاطئ، وأغلبهنّ كانت العلاقة بين الوالدين سيئة[7].
وهناك دراسة أخرى أشارت إلى انخفاض نسبة تحقيق الأسرة لمهمتها المأمولة في تحصين بناتها وتوجيههنّ في التعامل مع بعض المتغيرات المعاصرة، مثل: البث المباشر، الذي أصبح قوة تأثيرية لا يستهان بها، حيث يتأثر به كل من شاهده لشدة لصوقه وتكرار التعرض له، حيث إن المأمول من الأسرة أن تقوم بتربية البنات تربية إسلامية صحيحة، وخاصة فيما يتعلق بجانب العبادات، والعمل على شغل أوقات فراغهنّ بما يعود عليهنّ بالنفع والفائدة بدلا من قضائه في مشاهدة برامج البث التي تنطوي على المخاطر والأضرار، أو تنظيم المشاهدة له من حيث الأوقات والموضوعات، ومشاركتهنّ المشاهدة والتعليق عليها والتنبيه لأخطائه، وقد كانت وجهة نظر الطالبات أن دور الأسرة في جميع ما سبق قليل الفعالية، بينما أعطين نسبة أكبر للمدرسة[8]، والمطلوب من الأسرة أن تقوم بمسؤوليتها بفعالية أكثر لأنها المحضن الأساس للطالبة، والذي لا تنقطع عنه الفتاة في أي مرحلة من مراحل عمرها، امتثالا للتوجيه النبوي: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))[9].
تعليقات
إرسال تعليق