يا معلمي فكرّ بمشاعري ...

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوتي وأخواتي في الله

فإلى الحلقة الأولى
( يا معلمي فكّر بمشاعري )

علمت من إحدى معارفي أن طفلها الصغير مر بموقف في مدرسته أثّر عليه كثيراً جداً 
إذ في أحد الأيام الدراسية المعتادة تعرض الطفل لألم في بطنه مما دفعه ليطلب من المعلم أن يأذن له بالخروج إلى دورة المياه لقضاء حاجته - وهذا احتياج طبيعي خلقه الله تعالى في كل البشر - إلا أن المعلم لم يأذن له فعاد الطفل إلى مكانه متألماً 
ثم عاود الطفل الكَرّة واستأذن معلمه مراراً أن يسمح له بالخروج ... والمعلم يرفض

أخيراً وتحت إلحاح شديد سُمِحَ للطفل بالذهاب إلى دورة المياه

ولكن ..

لم يتمكن الطفل من ضبط نفسه مما جعله يقضي حاجته على ثيابه قبل أن يصل إلى دورة المياه - ولا حول ولا قوة إلا بالله - وكطفل بريء حاول جاهداً أن ينظف ثيابه ويغسلها ليُخفي ما حدث عن الآخرين
إلا أنه لم يفلح في ذلك 
وازداد اتساخ الثياب
فاضطر إلى ارتدائها ..
ولكنه لم يجرؤ في العودة إلى الصف
وكان أن قُرع جرس الفسحة 
ونزل الطلاب إلى ساحة المدرسة وبقي هو واقفاً عند باب دورة المياه ولم ينزل معهم

مر به أحد المعلمين
فزجره و سأله عن سبب وجوده هنا ؟؟
فأخبره الطفل بأمره

ماذا تتوقعون من المعلم 
هل تعلمون ماذا فعل ؟؟؟
لم يهتم لحال الطفل
وأرغمه على النزول إلى ساحة المدرسة
فتجمع حوله الطلاب 
وأخذوا يضحكون ويسخرون منه

وبعد أن انتهت الفسحة وعاد الطلاب إلى فصولهم الدراسية طلب منه معلم الصف الذهاب إلى الإدارة ليستأذن ويعود لبيته

عاد الطفل لبيته مبكراً
وروى ما حدث لأمه
***************

هذه القصة حدثت منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً
وقد غادر هذا الطالب تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى في مرحلة أعلى من مراحل الدراسة

إلا أنه ما زال يرفض تناول إفطاره في الصباح خوفاً من أن ....
ويصاب يومياً بألم في بطنه قبل خروجه إلى المدرسة بقرابة عشر دقائق مما يدفعه إلى دخول دورة المياه لقضاء حاجته 
وأحياناً يتأخر عن موعد ذهابه للمدرسة 
وما زالت أسرته في استياء وحيرة 
وبحثاً عن حل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

سؤال :
ألا يُدرك معلم الصف أن للإنسان احتياجات ضرورية في حياته ؟؟؟

ألم يعلم ذلك المعلم الذي أرغمه على النزول إلى ساحة المدرسة أن فعله هذا قد يبقى في داخل ذلك الطفل على مر السنين ؟؟؟

أسأل الله الهداية للجميييع