أثر البيئة المدرسية على طالبة المرحلة الثانوية
من المؤثرات الاجتماعية لدى طالبة المرحلة
الثانوية:
البيئة المدرسية
يؤثر الوسط التعليمي كثيرًا في سلوك الطالبة، إذ إنها تستكمل بناءها العلمي والاجتماعي والأخلاقي في البيئة المدرسية، حيث تتسع علاقاتها مع الآخرين وتتنوع مستوياتها مثل علاقاتها مع رفيقاتها ومعلماتها ومع الهيئة الإدارية والمشرفات على الأنشطة غير الصفية، كما تزيد خبراتها وتجاربها وتحصيلها العلمي بشكل يتناسب مع نمو قدراتها العقلية وعواطفها وميولها الوجدانية.
إن (رسالة المدرسة في هذه المرحلة لها أهميتها وضرورتها، فهي تعمل على تهيئة ذهن المراهقة لتلقي العلوم والمعارف الضرورية، كما يجب أن تعمل على تنمية السلوك الأخلاقي والاجتماعي)[1]، حيث يتم إشباع حاجات الطالبة المعرفية والثقافية، وتحقق طموحاتها المستقبلية في حياتها العلمية والاجتماعية والاقتصادية.
وتعدّ شخصية المعلمة من أهم العوامل المؤثرة في سلوك الطالبة من خلال البيئة المدرسية، لما لها من مكانة اجتماعية وتربوية وسلطة قيادية، وما تملكه من إمكانات وقدرات ذاتية وعلمية تمكنها من القيام بمهمتها الدعوية، إذ إنها تعتبر أحد المصادر المهمة التي يرجع إليها الطالبات لاستقاء المعرفة والإجابة عن تساؤلاتهنّ، والمساعدة في حل المشكلات التي تواجههنّ، حيث تتمتع بصفات حميدة تؤهلها للقيام بهذه المهمة الدعوية والتربوية، ويتضح أثر المعلمة أكثر عندما تكون قدوة للطالبات من خلال نشاطها الدعوي وتعليمها، حيث لا تقف وظيفتها عند توصيل المعلومات للطالبات وإكسابهنّ الخبرة العلمية، بل إنها تتطلب التوجيه والإرشاد إلى كل الفضائل الخلقية والسلوكية.
ومما يؤكد أثر المدرسة على سلوك الطالبات ما أثبتته بعض الدراسات أن المدرسة لها أثر كبير في إشباع الحاجات النفسية عند طالبات المرحلة الثانوية أكثر من الطلاب، مثل حاجتهنّ للصداقة والرعاية من الآخرين، والاستقلال الذاتي، والحاجة لحب غيرهنّ ومساعدتهم، والترفيه عن النفس وغيرها، وذلك لسببين:
1- أن المدرسة تعد – تقريباً - المكان الذي تلتقي فيه الطالبة بصديقاتها، والبيئة التي تجد فيها الترفيه عن النفس، بخلاف الذكور الذين تتعدد مصادرهم في إشباع احتياجاتهم الاجتماعية والترويحية.
2- أن الجو المدرسي وعلاقة المعلمات مع طالباتهنّ يتسم بالود والمحبة والتعاطف أكثر من مدارس الذكور، وهذا له دوره في إشباع حاجاتها النفسية[2].
ولذلك جاءت نتائج إحدى الدراسات تؤكد أثر المدرسة وفعاليتها في توجيه وإرشاد الطالبات للتعامل مع البث المباشر، حيث حصلت المدرسة على نسبة مرتفعة فاقت نسبة الوظيفة التي تقوم بها الأسرة[3].
كما أشارت دراسة أخرى إلى ارتفاع مستوى الطموح عند طالبات المرحلة الثانوية، وأنهنّ يملن إلى الكفاح والتفوق، وأن نظرتهنّ للحياة تتسم بالتفاؤل، وأنهنّ قادرات على تحمل المسؤولية، وقد يرجع هذا للظروف البيئية التي تعيشها الفتاة السعودية بما فيها من عادات وتقاليد، وإلى القيم الدينية التي تلزمها بقيود وضوابط محددة عند خروجها من المنزل، ولا تسهل لها الخروج إلا إلى المدرسة لتنهل من موارد العلم، فهذه الأوضاع تسهم في سعيها لتحقيق ذاتها وتعزيز مكانتها في بيئتها عن طريق التعلم في المدرسة[4].
ورغم أن المدرسة ألصق ببيئة الطالبة الأسرية وأقرب إلى الاهتمام والانسجام مع اهتمامات الأسرة وتوجهاتها التربوية، إضافة إلى حرصها على تكميل الوظيفة التربوية للأسرة وترسيخ القيم والفضائل لدى الطالبات؛ إلا أنها تُواجه حاليا بتحديات ومنافسة قوية من وسائل الإعلام والتثقيف الحديثة، الأمر الذي يُضعف تأثيرها في سلوك الطالبات، حيث لا تستطيع المدرسة مجاراة وسائل الاتصال الحديثة فيما تتميز به من تجدد واستثارة واستهواء وجذب للطالبات نحو برامجها، في الوقت الذي تلتزم فيه بالأنظمة التربوية والسير وفق الأنشطة المنهجية المبرمجة، إضافة إلى أنها تعتمد – غالبا - على الجهد الشخصي الذي تبذله الطالبة في الدراسة وحل الواجبات، مما جعل البيئة المدرسية - في نظر الطالبة - مصدرًا للإزعاج وتقييد الحرية، وتحمل الأعباء وفرض المقررات الدراسية التي قد لا تناسب مزاج الطالبة، أما وسائل الأعلام فعلى العكس من ذلك[5].
وحتى تتمكن المدرسة من أداء وظيفتها على الوجه المرتجى، ومن الصمود أمام هذا التحدي؛ لا بد من نجاحها في (جذب الطلاب إليها، وجعلهم يشعرون بالاحترام لها، والإحساس بأهميتها في حياتهم، وحين يحصل شيء من هذا فإن الطلاب يصبحون أكثر استعدادا للتفاعل مع المضامين التي تحملها المناهج التعليمية، وأكثر حماسة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها المدرسة)[6].
كما يضعف تأثير المدرسة عند ظهور أي سلوك يناقض القيم والمبادئ التي تدعو إليها وتعمل على غرسها في طالباتها، فالمعلمة والإدارة التي لا تلتزم بالخلق الإسلامي في تعاملها مع طالباتها أو علاقاتها داخل المدرسة وخارجها، يضعف أثرهما في سلوك الطالبات، بل إن المعلمة التي لا تعبأ بأداء المسؤولية والأمانة التي تحملها، هي في الحقيقة تسيء إلى مكانة المدرسة في نفوس الطالبات، كما تسيء إلى الطالبات أنفسهنّ بدعوتهنّ للاقتداء بها وبسلوكها السيئ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط سلبي[7] بين البيئة المدرسية بما تحويه من (علاقات وممارسات إدارية، وطبيعة المقررات والمناهج الدراسية، والعلاقات الموجبة بين المعلمة وطالباتها، والعلاقات المتبادلة بين الطالبات بعضهنّ ببعض، واللوائح والنظم المدرسية، والتجهيزات والنشاطات المدرسية غير الصفية) وبين تعرض الطالبة للعديد من الاضطرابات السلوكية مثل: الاتجاهات السلبية نحو المدرسة وافتقاد الرغبة في الدراسة، والمشاعر غير السوية التي تنتاب الطالبة كالانطوائية و الضيق والشعور بالدونية، والشغب الصفي والمشاكسة والسلوكيات غير السوية في المجتمع المدرسي، وهذا يؤثر سلبًا على أداء الطالبة الأكاديمي، وعلى كفاءتها الإنتاجية، وسعادتها وتكيفها وتوافقها مع المجتمع الذي تعيش فيه، كما يؤدي بها إلى الخروج عن قيم وعادات وتقاليد مجتمعها[8].
البيئة المدرسية
يؤثر الوسط التعليمي كثيرًا في سلوك الطالبة، إذ إنها تستكمل بناءها العلمي والاجتماعي والأخلاقي في البيئة المدرسية، حيث تتسع علاقاتها مع الآخرين وتتنوع مستوياتها مثل علاقاتها مع رفيقاتها ومعلماتها ومع الهيئة الإدارية والمشرفات على الأنشطة غير الصفية، كما تزيد خبراتها وتجاربها وتحصيلها العلمي بشكل يتناسب مع نمو قدراتها العقلية وعواطفها وميولها الوجدانية.
إن (رسالة المدرسة في هذه المرحلة لها أهميتها وضرورتها، فهي تعمل على تهيئة ذهن المراهقة لتلقي العلوم والمعارف الضرورية، كما يجب أن تعمل على تنمية السلوك الأخلاقي والاجتماعي)[1]، حيث يتم إشباع حاجات الطالبة المعرفية والثقافية، وتحقق طموحاتها المستقبلية في حياتها العلمية والاجتماعية والاقتصادية.
وتعدّ شخصية المعلمة من أهم العوامل المؤثرة في سلوك الطالبة من خلال البيئة المدرسية، لما لها من مكانة اجتماعية وتربوية وسلطة قيادية، وما تملكه من إمكانات وقدرات ذاتية وعلمية تمكنها من القيام بمهمتها الدعوية، إذ إنها تعتبر أحد المصادر المهمة التي يرجع إليها الطالبات لاستقاء المعرفة والإجابة عن تساؤلاتهنّ، والمساعدة في حل المشكلات التي تواجههنّ، حيث تتمتع بصفات حميدة تؤهلها للقيام بهذه المهمة الدعوية والتربوية، ويتضح أثر المعلمة أكثر عندما تكون قدوة للطالبات من خلال نشاطها الدعوي وتعليمها، حيث لا تقف وظيفتها عند توصيل المعلومات للطالبات وإكسابهنّ الخبرة العلمية، بل إنها تتطلب التوجيه والإرشاد إلى كل الفضائل الخلقية والسلوكية.
ومما يؤكد أثر المدرسة على سلوك الطالبات ما أثبتته بعض الدراسات أن المدرسة لها أثر كبير في إشباع الحاجات النفسية عند طالبات المرحلة الثانوية أكثر من الطلاب، مثل حاجتهنّ للصداقة والرعاية من الآخرين، والاستقلال الذاتي، والحاجة لحب غيرهنّ ومساعدتهم، والترفيه عن النفس وغيرها، وذلك لسببين:
1- أن المدرسة تعد – تقريباً - المكان الذي تلتقي فيه الطالبة بصديقاتها، والبيئة التي تجد فيها الترفيه عن النفس، بخلاف الذكور الذين تتعدد مصادرهم في إشباع احتياجاتهم الاجتماعية والترويحية.
2- أن الجو المدرسي وعلاقة المعلمات مع طالباتهنّ يتسم بالود والمحبة والتعاطف أكثر من مدارس الذكور، وهذا له دوره في إشباع حاجاتها النفسية[2].
ولذلك جاءت نتائج إحدى الدراسات تؤكد أثر المدرسة وفعاليتها في توجيه وإرشاد الطالبات للتعامل مع البث المباشر، حيث حصلت المدرسة على نسبة مرتفعة فاقت نسبة الوظيفة التي تقوم بها الأسرة[3].
كما أشارت دراسة أخرى إلى ارتفاع مستوى الطموح عند طالبات المرحلة الثانوية، وأنهنّ يملن إلى الكفاح والتفوق، وأن نظرتهنّ للحياة تتسم بالتفاؤل، وأنهنّ قادرات على تحمل المسؤولية، وقد يرجع هذا للظروف البيئية التي تعيشها الفتاة السعودية بما فيها من عادات وتقاليد، وإلى القيم الدينية التي تلزمها بقيود وضوابط محددة عند خروجها من المنزل، ولا تسهل لها الخروج إلا إلى المدرسة لتنهل من موارد العلم، فهذه الأوضاع تسهم في سعيها لتحقيق ذاتها وتعزيز مكانتها في بيئتها عن طريق التعلم في المدرسة[4].
ورغم أن المدرسة ألصق ببيئة الطالبة الأسرية وأقرب إلى الاهتمام والانسجام مع اهتمامات الأسرة وتوجهاتها التربوية، إضافة إلى حرصها على تكميل الوظيفة التربوية للأسرة وترسيخ القيم والفضائل لدى الطالبات؛ إلا أنها تُواجه حاليا بتحديات ومنافسة قوية من وسائل الإعلام والتثقيف الحديثة، الأمر الذي يُضعف تأثيرها في سلوك الطالبات، حيث لا تستطيع المدرسة مجاراة وسائل الاتصال الحديثة فيما تتميز به من تجدد واستثارة واستهواء وجذب للطالبات نحو برامجها، في الوقت الذي تلتزم فيه بالأنظمة التربوية والسير وفق الأنشطة المنهجية المبرمجة، إضافة إلى أنها تعتمد – غالبا - على الجهد الشخصي الذي تبذله الطالبة في الدراسة وحل الواجبات، مما جعل البيئة المدرسية - في نظر الطالبة - مصدرًا للإزعاج وتقييد الحرية، وتحمل الأعباء وفرض المقررات الدراسية التي قد لا تناسب مزاج الطالبة، أما وسائل الأعلام فعلى العكس من ذلك[5].
وحتى تتمكن المدرسة من أداء وظيفتها على الوجه المرتجى، ومن الصمود أمام هذا التحدي؛ لا بد من نجاحها في (جذب الطلاب إليها، وجعلهم يشعرون بالاحترام لها، والإحساس بأهميتها في حياتهم، وحين يحصل شيء من هذا فإن الطلاب يصبحون أكثر استعدادا للتفاعل مع المضامين التي تحملها المناهج التعليمية، وأكثر حماسة لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها المدرسة)[6].
كما يضعف تأثير المدرسة عند ظهور أي سلوك يناقض القيم والمبادئ التي تدعو إليها وتعمل على غرسها في طالباتها، فالمعلمة والإدارة التي لا تلتزم بالخلق الإسلامي في تعاملها مع طالباتها أو علاقاتها داخل المدرسة وخارجها، يضعف أثرهما في سلوك الطالبات، بل إن المعلمة التي لا تعبأ بأداء المسؤولية والأمانة التي تحملها، هي في الحقيقة تسيء إلى مكانة المدرسة في نفوس الطالبات، كما تسيء إلى الطالبات أنفسهنّ بدعوتهنّ للاقتداء بها وبسلوكها السيئ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط سلبي[7] بين البيئة المدرسية بما تحويه من (علاقات وممارسات إدارية، وطبيعة المقررات والمناهج الدراسية، والعلاقات الموجبة بين المعلمة وطالباتها، والعلاقات المتبادلة بين الطالبات بعضهنّ ببعض، واللوائح والنظم المدرسية، والتجهيزات والنشاطات المدرسية غير الصفية) وبين تعرض الطالبة للعديد من الاضطرابات السلوكية مثل: الاتجاهات السلبية نحو المدرسة وافتقاد الرغبة في الدراسة، والمشاعر غير السوية التي تنتاب الطالبة كالانطوائية و الضيق والشعور بالدونية، والشغب الصفي والمشاكسة والسلوكيات غير السوية في المجتمع المدرسي، وهذا يؤثر سلبًا على أداء الطالبة الأكاديمي، وعلى كفاءتها الإنتاجية، وسعادتها وتكيفها وتوافقها مع المجتمع الذي تعيش فيه، كما يؤدي بها إلى الخروج عن قيم وعادات وتقاليد مجتمعها[8].
تعليقات
إرسال تعليق