كلمة بعنوان ان لم تحجي فيلحج قلبك
ان لم تحجي فيلحج قلبك
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين
لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك حمداً وثناءً لبيك خضوعا وذلاً لك لبيك احراماً ونسكا لبيك حجا وعمرة لبيك اخلاصا واقراراً لبيك استسلاما وانقياداً لبيك توباً واعترافا لبيك استغفار وتوبة لبيك اللهم نصرا وتياداً{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
فإن الله تبارك وتعالى لما أمر الخليل أن يقيم البيت الحرام، وأن يرفع قواعده وقام الخليل عليه السلام بما أمره الله عز وجل به، أمره الله جل وعلا أن ينادي في الخلق ففي الحديث «لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت العتيق قيل له : أذن في الناس بالحج ، قال: رب! وما يبلغ صوتي، قال: أذن وعلي البلاغ ، قال : فقال إبراهيم عليه السلام: يا أيها الناس! كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق ، قال : فسمعه ما بين السماء إلى الارض ، ألا ترى أن الناس يجيئون من أقاصي الأرض يلبون»
قام إبراهيم عليه السلام فأذن في الناس بالحج فتجاوب معه الكون كله، رددت الجبال والأشجار والأطيار دعوة الخليل عليه السلام، بأمر الله رب العالمين، بل جاوبته النطف في الأصلاب والأرحام، فما من عبد قَّدر الله له حج بيته الحرام، إلا وأجاب الخليل إبراهيم: لبيك لبيك، لبيك اللهم لبيك، نسأل الله أن نكون ممن كتبت لهم السعادة ولبُّوا في عالم الذر، حتى يلبوا في عالم الحياة ، ومن يومها وقد صار حج بيت الله الحرام شرفا لمن يطوف به، وآية من آيات صدق الإيمان، من يومها وقلوب الناس المسلمين الموحدين في أنحاء الدنيا متلهفة ومتشوقة لزيارة البيت العتيق، ولهذا جعل الحج فريضة على القادر الذي لا عذر له يمنعه فقال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }}
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا)1،
نفحات عشر ذي الحجة
تتجدد مواسم الطاعات وتتكرر النفحات الربانية مرة تلوَ الأخرى ؛ فمن رمضان وعشره الأواخر.. إلى شوال وصوم سته.... إلى عشر ذي الحجة .
وهكذا يمنحنا الله فرصاً جديدة للتوبة والرجوع إليه من خلال تلك المواسم العظيمة التي هي أشبه بمحطات تنقية وتطهير لأعمالنا
كما أن هذه المواسم هي ميدان رحب للتنافس والاستكثار من الخير ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ))
وهاهي عشر ذي الحجة قد أظلتنا بنفحاتها وبركاتها وخيراتها ،تلك العشر التي أقسم الله بها في محكم تنزيله، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال سبحانه : (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح فيها فقال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء
مواسم الخيرات التي تضاعف فيها الأجور وتقال فيها العثرات وذكر أهل العلم أن مضاعفة الأجور خاص بهذه الأمة المحمدية المباركة فهذه المواسم هي المكاسب العظيمة والغنائم الباردة التي يرتقي فيها من أحسن استغلالها للمنازل العالية والدرجات الرفيعة في جنات النعيم .
بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
التوبة الصادقة :
فعلى المسلمة أن تستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب . والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزما على ألا يعود والاستقامة على الحق بفعل ما يحبه الله تعالى . والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالا بدون تمهل لأنه :
أولا : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانيا : لأن السيئات تجر أخواتها .
وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله
فضل عشر ذي الحجة ومن أعظم الأعمال فيها:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلمة المحافظة عليها في أوقاتها وعليه أن تكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري
3- الصيام :
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة ، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به الصيام من أفضل الأعمال التي ندب إليها الإسلام وحض عليها ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» .
وأفضل ما يكون صيام النوافل في الأيام الفاضلة المباركة ، وأعلاها فضلا وأكملها أجرا هذه الأيام العشر المباركة ، ومن ثَمَّ كان صيامُها من أفضل الأعمال
4- كثرة الذِكر بكل أنواعه،
ومن أفضل أنواع الذِكر في هذه العشر: التكبير في كل الأوقات وعلى كل الأحوال، وهذه صيغته: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا اللهالله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
قال صلى الله عليه وسلم:" ما من أيامٍ أعْظَمُ عندَ اللهِ ولَا أَحَبُّ إلى اللهِ العملُ فيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ العشْرِ فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ
5- العناية بالقرآن، والمحافظة على الصلاة في وقتها، والإكثار من نوافل الصلوات، وعيادة المرضى، وصلة الأرحام، وغيرها من الأعمال
6 الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال)
7- الأضحية، يا أيها الناس ضَحُّوا وطِيبوا أنْفُساً ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَا مِنْ عَبْدٍ تَوَجَّهَ بِأُُضْحِيَتِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ إِلَّا كَانَ دَمُهَا وَفَرْثُهَا وَصُوفُهَا حَسَنَاتٍ مُحْضَرَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّ الدَّمَ وَإِنْ وَقَعَ فِي التُّرَابِ فَإِنَّمَا يَقَعُ فِي حِرْزِ اللهِ حَتَّى يُوَفِّيَهُ صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وأخرج الترمذي وحسنه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنْ الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».
قال الترمذي : «وَيُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأُضْحِيَّةِ : (لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ)
الإكثار من الأعمال الصالحة عموما 8
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عظم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج المسلمين وتسهيل معاملاتهم ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والمحافظة على صلاة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
احبتي اعلمن
ان من فوائد مواسم الطاعة سد الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات ، وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه ، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات ]
10 خطوات عملية لاستثمار يوم عرفة العظيم
١- تعظيم هذا اليوم بتذكّر فضله ومكانته عند الله ، كيف وقد أقسم به سبحانه وتعالى في قوله (وشاهد ومشهود )
٢- أن يعيش المسلم بقلبه حال النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا وقف في هذا اليوم وصلى وخطب بالناس .
٣- استحضار منّة الله بإكمال الدين يوم عرفة وإتمام النعمة.
٤- التأمل في مباهاة الله بأهل عرفة : ماذا أراد هؤلاء ؟ انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثاً غُبراً .
٥- النية من الليل لصيام عرفة ليكتمل الأجر ، فصيامه يكفّر سنة ماضية وسنة آتية وأين نجد عملاً في بعض يومٍ يكفر آثام أكثر من 700 يوم.
٦- الأعمال الصالحة فيه كغيره من أيام العشر وسائر أيام السنة كـ:
* قيام الليل ، والاستغفار بالسّحَر .
* والجلوس بعد الفجر لذكر الله للرجل في المسجد وللمرأة في مصلاها في البيت .
* والرباط بانتظار الصلاة بعد الصلاة .
* وشغل الوقت بالقرآن تلاوة وحفظا وتفسيرا وتدبرا ومدارسة .
* وأذكار الصباح والمساء .
* والإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ، والعناية بهذا الأخير مطلقا في العشر ومقيدا بأدبار الصلوات من بعد فجر يوم عرفة .
٧- استجماع شروط الدعاء وآدابه من : الإخلاص ، والرجاء ، واليقين ، وحسن الظن ، والجزم في المسألة ، والانكسار والتضرع ، والطهارة ، واستقبال القبلة ، والسؤال بالأسماء الحسنى والأدعية القرآنية والنبوية وجوامع الدعاء ، والاعتراف بالذنب ، وطلب المغفرة والرحمة ، ورفع اليدين ، وتكرار الدعاء ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وطيب الكسب .
٨- استثمار اللحظات العظيمة قبل المغرب
للحجاج النصيب الوافر ، ولأهل البلدان نصيب إن شاء الله من ذكر عرفة ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ومن جزاء ( ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة
١٠- رجاء فضل الله العظيم وواسع رحمته ، وفضل يوم عرفة لمن كان في عرفة وفي باقي البقاع ، وأن الفضل لليوم ، وأن الدعاء عام للحجاج وغيرهم ، ولكن من كان في عرفة فقد جمع بين فضل المكان والزمان. والعتق منَ النار في يوم عرفة عام لجميع المسلمين؛ "مَن وقف بعرفة ومَن لم يقف بها من أهل الأمصار"
* يقول أحد الصالحين: "والله ما دعوت دعوة يوم عرفة وما دار عليها الحول إلا رأيتها مثل فلق الصبح" .
* عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل –".
* * وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إلى صدره يدعوا من بعد الظهر إلى غروب الشمس .. فإذا كان هذا هو حال من قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..فكيف بنا ؟
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ،وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ،وَخَيْرَ الثَّوَابِ،وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَثَبِّتْنِي، وَثَقِّل مَوَازِينِي، وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَاتِي، وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي، وَاغْفِرْ خَطِيئَتِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ العُلاَ مِنَ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ، وَخَوَاتِمَهُ، وَجَوَامِعَهُ، وَأَوَّلَهُ، وَظَاهِرَهُ، وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أنْ تَرْفَعَ ذِكْرِي، وَتَضَعَ وِزْرِي، وَتُصْلِحَ أمْرِي، وَتُطَهِّرَ قَلْبِي، وَتُحَصِّنَ فَرْجِي، وَتُنَوِّرَ قَلْبِي، وَتَغْفِرَ لِي ذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أنْ تُبَارِكَ فِي نَفْسِي، وَفِي سَمْعِي، وَفِي بَصَرِي،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ؛ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ؛ وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّك وَعَدُوِّهِمْ؛ وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ؛ وَأَخْرِجْهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ؛ وَجَنِّبْهُمْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؛ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ مَا أَبْقَيْتهمْ. وَاجْعَلْهُمْ شَاكِرِينَ لِنِعَمِك مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْك؛
اللَّهُمَّ اُنْصُرْ كِتَابَك وَدِينَك وَعِبَادَك الْمُؤْمِنِينَ؛ وَأَظْهِرْ الْهُدَى وَدِينَ الْحَقِّ الَّذِي بَعَثْت بِهِ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.
اللَّهُمَّ عَذِّبْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك وَيُبَدِّلُونَ دِينَك وَيُعَادُونَ الْمُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ خَالِفْ كَلِمَتَهُمْ وَشَتِّتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ؛ وَاجْعَلْ تَدْمِيرَهُمْ فِي تَدْبِيرِهِمْ؛ وَأَدِرْ عَلَيْهِمْ دَائِرَةَ السَّوْءِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَك الَّذِي لا يُرَدُّ عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ.
اللَّهُمَّ مُجْرِيَ السَّحَابِ وَمُنْزِلَ الْكِتَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ. رَبَّنَا أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَلَيْنَا. وَانْصُرْنَا وَلا تَنْصُرْ عَلَيْنَا وَامْكُرْ لَنَا وَلا تَمْكُرْ عَلَيْنَا؛ وَاهْدِنَا وَيَسِّرْ الْهُدَى لَنَا؛ وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا.
رَبَّنَا اجْعَلْنَا لَك شَاكِرِينَ م مُخْبِتِينَ؛ رَبَّنَا تَقَبَّلْ تَوْبَتَنَا؛ وَاغْسِلْ حَوْبَتَنَا وَثَبِّتْ حُجَّتَنَا؛ وَاهْدِ قُلُوبَنَا؛ وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنَاوَاسْلُلْ سَخَائِمَ صُدُورِنَااللهم اجعلنا من المقبولين وعن الزلات متعافين والى الجنة مقبلين ومن النار مبعدين اللهم كن لجنودنا ناصرا ومؤيدا ولبيتك الحرام حافظاً ومانعاً اللهم من ارادنا وبلادنا وبناتنا بسوء فرد كيده وتدبيره اليه اللهم اقبل حج الحاجين ولاتحرم قلوباً وقد تعلقت ببيتك العتيق من قبول العمل بالنية لحج بيتك العتيق اللهم تقبل اعمالنا في هذه المواسم وتجاوز عن تقصيرنا في طاعتك واغفر للمسلمين الاحياء منا والميتين والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
المرشدة الطلابية عائشة جريبي
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى بشيراً ونذيراً ، وسراجاً مُنيراً للناس كافةً ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين وتابع التابعين إلى يوم الدين
لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك حمداً وثناءً لبيك خضوعا وذلاً لك لبيك احراماً ونسكا لبيك حجا وعمرة لبيك اخلاصا واقراراً لبيك استسلاما وانقياداً لبيك توباً واعترافا لبيك استغفار وتوبة لبيك اللهم نصرا وتياداً{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
فإن الله تبارك وتعالى لما أمر الخليل أن يقيم البيت الحرام، وأن يرفع قواعده وقام الخليل عليه السلام بما أمره الله عز وجل به، أمره الله جل وعلا أن ينادي في الخلق ففي الحديث «لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت العتيق قيل له : أذن في الناس بالحج ، قال: رب! وما يبلغ صوتي، قال: أذن وعلي البلاغ ، قال : فقال إبراهيم عليه السلام: يا أيها الناس! كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق ، قال : فسمعه ما بين السماء إلى الارض ، ألا ترى أن الناس يجيئون من أقاصي الأرض يلبون»
قام إبراهيم عليه السلام فأذن في الناس بالحج فتجاوب معه الكون كله، رددت الجبال والأشجار والأطيار دعوة الخليل عليه السلام، بأمر الله رب العالمين، بل جاوبته النطف في الأصلاب والأرحام، فما من عبد قَّدر الله له حج بيته الحرام، إلا وأجاب الخليل إبراهيم: لبيك لبيك، لبيك اللهم لبيك، نسأل الله أن نكون ممن كتبت لهم السعادة ولبُّوا في عالم الذر، حتى يلبوا في عالم الحياة ، ومن يومها وقد صار حج بيت الله الحرام شرفا لمن يطوف به، وآية من آيات صدق الإيمان، من يومها وقلوب الناس المسلمين الموحدين في أنحاء الدنيا متلهفة ومتشوقة لزيارة البيت العتيق، ولهذا جعل الحج فريضة على القادر الذي لا عذر له يمنعه فقال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً }}
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا)1،
نفحات عشر ذي الحجة
تتجدد مواسم الطاعات وتتكرر النفحات الربانية مرة تلوَ الأخرى ؛ فمن رمضان وعشره الأواخر.. إلى شوال وصوم سته.... إلى عشر ذي الحجة .
وهكذا يمنحنا الله فرصاً جديدة للتوبة والرجوع إليه من خلال تلك المواسم العظيمة التي هي أشبه بمحطات تنقية وتطهير لأعمالنا
كما أن هذه المواسم هي ميدان رحب للتنافس والاستكثار من الخير ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ))
وهاهي عشر ذي الحجة قد أظلتنا بنفحاتها وبركاتها وخيراتها ،تلك العشر التي أقسم الله بها في محكم تنزيله، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال سبحانه : (( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في العمل الصالح فيها فقال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء
مواسم الخيرات التي تضاعف فيها الأجور وتقال فيها العثرات وذكر أهل العلم أن مضاعفة الأجور خاص بهذه الأمة المحمدية المباركة فهذه المواسم هي المكاسب العظيمة والغنائم الباردة التي يرتقي فيها من أحسن استغلالها للمنازل العالية والدرجات الرفيعة في جنات النعيم .
بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
التوبة الصادقة :
فعلى المسلمة أن تستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون
ومما يتأكد في هذا العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب . والتوبة هي الرجوع إلى الله تعالى وترك ما يكرهه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى ، وتركا في الحال ، وعزما على ألا يعود والاستقامة على الحق بفعل ما يحبه الله تعالى . والواجب على المسلم إذا تلبس بمعصية أن يبادر إلى التوبة حالا بدون تمهل لأنه :
أولا : لا يدري في أي لحظة يموت .
ثانيا : لأن السيئات تجر أخواتها .
وللتوبة في الأزمنة الفاضلة شأن عظيم لأن الغالب إقبال النفوس على الطاعات ورغبتها في الخير فيحصل الاعتراف بالذنب والندم على ما مضى . وإلا فالتوبة واجبة في جميع الأزمان ، فإذا اجتمع للمسلم توبة نصوح مع أعمال فاضلة في أزمنة فاضلة فهذا عنوان الفلاح إن شاء الله
فضل عشر ذي الحجة ومن أعظم الأعمال فيها:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلمة المحافظة عليها في أوقاتها وعليه أن تكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري
3- الصيام :
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة ، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به الصيام من أفضل الأعمال التي ندب إليها الإسلام وحض عليها ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» .
وأفضل ما يكون صيام النوافل في الأيام الفاضلة المباركة ، وأعلاها فضلا وأكملها أجرا هذه الأيام العشر المباركة ، ومن ثَمَّ كان صيامُها من أفضل الأعمال
4- كثرة الذِكر بكل أنواعه،
ومن أفضل أنواع الذِكر في هذه العشر: التكبير في كل الأوقات وعلى كل الأحوال، وهذه صيغته: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا اللهالله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
قال صلى الله عليه وسلم:" ما من أيامٍ أعْظَمُ عندَ اللهِ ولَا أَحَبُّ إلى اللهِ العملُ فيهِنَّ مِنْ أَيَّامِ العشْرِ فأَكْثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التسبيحِ والتهليلِ والتحميدِ والتكبيرِ
5- العناية بالقرآن، والمحافظة على الصلاة في وقتها، والإكثار من نوافل الصلوات، وعيادة المرضى، وصلة الأرحام، وغيرها من الأعمال
6 الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال)
7- الأضحية، يا أيها الناس ضَحُّوا وطِيبوا أنْفُساً ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَا مِنْ عَبْدٍ تَوَجَّهَ بِأُُضْحِيَتِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ إِلَّا كَانَ دَمُهَا وَفَرْثُهَا وَصُوفُهَا حَسَنَاتٍ مُحْضَرَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَإِنَّ الدَّمَ وَإِنْ وَقَعَ فِي التُّرَابِ فَإِنَّمَا يَقَعُ فِي حِرْزِ اللهِ حَتَّى يُوَفِّيَهُ صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
وأخرج الترمذي وحسنه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنْ الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».
قال الترمذي : «وَيُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْأُضْحِيَّةِ : (لِصَاحِبِهَا بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ)
الإكثار من الأعمال الصالحة عموما 8
لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى وهذا يستلزم عظم ثوابه عند الله تعالى . فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج المسلمين وتسهيل معاملاتهم ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والمحافظة على صلاة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
احبتي اعلمن
ان من فوائد مواسم الطاعة سد الخلل واستدراك النقص وتعويض ما فات ، وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه ، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته ، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات ]
10 خطوات عملية لاستثمار يوم عرفة العظيم
١- تعظيم هذا اليوم بتذكّر فضله ومكانته عند الله ، كيف وقد أقسم به سبحانه وتعالى في قوله (وشاهد ومشهود )
٢- أن يعيش المسلم بقلبه حال النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا وقف في هذا اليوم وصلى وخطب بالناس .
٣- استحضار منّة الله بإكمال الدين يوم عرفة وإتمام النعمة.
٤- التأمل في مباهاة الله بأهل عرفة : ماذا أراد هؤلاء ؟ انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثاً غُبراً .
٥- النية من الليل لصيام عرفة ليكتمل الأجر ، فصيامه يكفّر سنة ماضية وسنة آتية وأين نجد عملاً في بعض يومٍ يكفر آثام أكثر من 700 يوم.
٦- الأعمال الصالحة فيه كغيره من أيام العشر وسائر أيام السنة كـ:
* قيام الليل ، والاستغفار بالسّحَر .
* والجلوس بعد الفجر لذكر الله للرجل في المسجد وللمرأة في مصلاها في البيت .
* والرباط بانتظار الصلاة بعد الصلاة .
* وشغل الوقت بالقرآن تلاوة وحفظا وتفسيرا وتدبرا ومدارسة .
* وأذكار الصباح والمساء .
* والإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ، والعناية بهذا الأخير مطلقا في العشر ومقيدا بأدبار الصلوات من بعد فجر يوم عرفة .
٧- استجماع شروط الدعاء وآدابه من : الإخلاص ، والرجاء ، واليقين ، وحسن الظن ، والجزم في المسألة ، والانكسار والتضرع ، والطهارة ، واستقبال القبلة ، والسؤال بالأسماء الحسنى والأدعية القرآنية والنبوية وجوامع الدعاء ، والاعتراف بالذنب ، وطلب المغفرة والرحمة ، ورفع اليدين ، وتكرار الدعاء ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وطيب الكسب .
٨- استثمار اللحظات العظيمة قبل المغرب
للحجاج النصيب الوافر ، ولأهل البلدان نصيب إن شاء الله من ذكر عرفة ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ومن جزاء ( ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة
١٠- رجاء فضل الله العظيم وواسع رحمته ، وفضل يوم عرفة لمن كان في عرفة وفي باقي البقاع ، وأن الفضل لليوم ، وأن الدعاء عام للحجاج وغيرهم ، ولكن من كان في عرفة فقد جمع بين فضل المكان والزمان. والعتق منَ النار في يوم عرفة عام لجميع المسلمين؛ "مَن وقف بعرفة ومَن لم يقف بها من أهل الأمصار"
* يقول أحد الصالحين: "والله ما دعوت دعوة يوم عرفة وما دار عليها الحول إلا رأيتها مثل فلق الصبح" .
* عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل –".
* * وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إلى صدره يدعوا من بعد الظهر إلى غروب الشمس .. فإذا كان هذا هو حال من قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..فكيف بنا ؟
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ،وَخَيْرَ الدُّعَاءِ، وَخَيْرَ النَّجَاحِ، وَخَيْرَ الْعَمَلِ،وَخَيْرَ الثَّوَابِ،وَخَيْرَ الْحَيَاةِ، وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَثَبِّتْنِي، وَثَقِّل مَوَازِينِي، وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَاتِي، وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي، وَاغْفِرْ خَطِيئَتِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ العُلاَ مِنَ الْجَنَّةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ، وَخَوَاتِمَهُ، وَجَوَامِعَهُ، وَأَوَّلَهُ، وَظَاهِرَهُ، وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أنْ تَرْفَعَ ذِكْرِي، وَتَضَعَ وِزْرِي، وَتُصْلِحَ أمْرِي، وَتُطَهِّرَ قَلْبِي، وَتُحَصِّنَ فَرْجِي، وَتُنَوِّرَ قَلْبِي، وَتَغْفِرَ لِي ذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ آمِينْ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أنْ تُبَارِكَ فِي نَفْسِي، وَفِي سَمْعِي، وَفِي بَصَرِي،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ؛ وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ؛ وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّك وَعَدُوِّهِمْ؛ وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ؛ وَأَخْرِجْهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ؛ وَجَنِّبْهُمْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؛ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ مَا أَبْقَيْتهمْ. وَاجْعَلْهُمْ شَاكِرِينَ لِنِعَمِك مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْك؛
اللَّهُمَّ اُنْصُرْ كِتَابَك وَدِينَك وَعِبَادَك الْمُؤْمِنِينَ؛ وَأَظْهِرْ الْهُدَى وَدِينَ الْحَقِّ الَّذِي بَعَثْت بِهِ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.
اللَّهُمَّ عَذِّبْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِك وَيُبَدِّلُونَ دِينَك وَيُعَادُونَ الْمُؤْمِنِينَ. اللَّهُمَّ خَالِفْ كَلِمَتَهُمْ وَشَتِّتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ؛ وَاجْعَلْ تَدْمِيرَهُمْ فِي تَدْبِيرِهِمْ؛ وَأَدِرْ عَلَيْهِمْ دَائِرَةَ السَّوْءِ. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَك الَّذِي لا يُرَدُّ عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ.
اللَّهُمَّ مُجْرِيَ السَّحَابِ وَمُنْزِلَ الْكِتَابِ وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ. رَبَّنَا أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَلَيْنَا. وَانْصُرْنَا وَلا تَنْصُرْ عَلَيْنَا وَامْكُرْ لَنَا وَلا تَمْكُرْ عَلَيْنَا؛ وَاهْدِنَا وَيَسِّرْ الْهُدَى لَنَا؛ وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا.
رَبَّنَا اجْعَلْنَا لَك شَاكِرِينَ م مُخْبِتِينَ؛ رَبَّنَا تَقَبَّلْ تَوْبَتَنَا؛ وَاغْسِلْ حَوْبَتَنَا وَثَبِّتْ حُجَّتَنَا؛ وَاهْدِ قُلُوبَنَا؛ وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنَاوَاسْلُلْ سَخَائِمَ صُدُورِنَااللهم اجعلنا من المقبولين وعن الزلات متعافين والى الجنة مقبلين ومن النار مبعدين اللهم كن لجنودنا ناصرا ومؤيدا ولبيتك الحرام حافظاً ومانعاً اللهم من ارادنا وبلادنا وبناتنا بسوء فرد كيده وتدبيره اليه اللهم اقبل حج الحاجين ولاتحرم قلوباً وقد تعلقت ببيتك العتيق من قبول العمل بالنية لحج بيتك العتيق اللهم تقبل اعمالنا في هذه المواسم وتجاوز عن تقصيرنا في طاعتك واغفر للمسلمين الاحياء منا والميتين والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين.
المرشدة الطلابية عائشة جريبي
تعليقات
إرسال تعليق